يا مصر كتروا حسادك مستكترين عليكى أحبابك عاشوا نسيج واحد فى رحابك حسدوكى ونفسهم يكسروا بابك ويأبى ربك حتى يأمن الكل فى رحابك
فى وقت السحر أدعو رب البشر أن يهلك بالقدر وأن لا يبقى أثر لكل من حقد وغدر وخطط بالفتنة لدماء البشر
يا مصر متصدقيش كل الإعلام كل الصور والأوهام والتخطيط بالوعود والأحلام قومى وبصى لقدام وخدى العبرة من الأيام إن الحب بالفعل مش بالكلام حافظى على أرضك وخافى من الإعلام
عايزين يكسروا فرحتك
فى يوم عيدك ونصرتك
ويبدلو أكتوبر وزفتك
لجنازة تهد قوتك
دول كلهم تحت ج\متك
قومى وشدى همتك
بفرحك ونصرك ووحدتك
Top of Form
يابلدى متخافيش .. من الخفافيش دول مهما حاولوا..مالناش غيرك مفيش هنعيش فيكى وبيكى هنعيش مش هنخاف من مؤامرات ولاتهويش أصل المحبة فيكى إتزرع والأيد الخفية تتقطع .. عشان شعبك يعيش يابلدى متخافيش .. من الخفافيش
لم تصبنى الدهشة كثيرا ً عند مطالعتى لأولى كلمات مقال لكاتب صحفى ، يفخر فيه بمهاجمته لفكرة بنك الطعام المصرى ووصفها بأنها فكرة سخيفة تبرز إهانة فقراء المصريين ، ووصف إستمرار دعم البنك من الإطعام التموينى الجاف شهريا ً وموسميا ً وتوزيع لحوم الأضاحى على مدار خمس سنوات أو أكثر لصالح الفقراء والمعدمين فى ربوع مصر بأنه تعميق لفكرة التسول بين الفقراء !!
أغرب ما لا يتصوره العقل أن نهاجم مشروعا ً خيريا ً خدميا ً من الدرجة الأولى مبنى على أسس علمية وإدارة مؤسسية ولا نعرف أى ٌ الفئات يخدم؟ ومن هم الطبقة المستهدفة من دعمه ؟ وما هى الإنجازات التى حققها لذلك ؟
القضاء على الفقر لم يكن هدف بنك الطعام المصرى بل أرسى البنك قواعده للقضاء على الجوع فى مصر كأصل من أصول الفقر وأدنى درجاته وتعددت الإحصائيات التى تبرز نسبا ً لا يستهان بها من السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر ، فإستهدف البنك هذه الفئة وأختص لنفسه إطعام الجائعين ، فتكفل بإطعام الأرملة التى رحل عنها زوجها وترك لها أطفالا ً أيتاما ً ُقصّر ، لا تعرف أين تذهب بهم ولا أى الطرق تمضى ، والمساكين الذين لا يجدون ملجا ً يأواهم ، والعجزة والمعاقين الذين لا يقدرون على كسب عيش ٍ أو شق طريق ، وكبار السن الذين ليس لهم معاش ٍ يكفى لتحمل آلام المرض المزمن ومواجهة صعوبات الحياة وغلاء الأسعار وصراع الإحتياجات وكثرة السؤال.
أضف إلى ذلك الزيادة السكانية المتفشية فى مجتمعنا ، تلك التى تهدد أمن الحياة الإجتماعية ولها من المخاطر ما يخيف ويستحق الإنتباه ، فلك أن تتصور إلى أين يصير الطفل الذى شرده التفكك الأسرى والظروف الإقتصادية الضنكة لأسرته التى إضطرته للتسرب من التعليم واللجوء إلى تكوين عصابات أطفال الشوارع التى تهدد المجتمع كصورة قبيحة هى فى الأصل نتاج الجوع ، والأمهات اللاتى غرقن فى الديون لتجهيز بناتهن لكى ينعموا بالعفاف والستر ، فكان مصيرهن السجن للتعثر وعدم السداد – فى غياب رب الأسرة الذى أبتلى بحزمة أبناء ٍ فخرج لكسب العيش وطلب الطعام ووقعت الأم رهن الديون ـ بل يصل الأمر بأن تقضى العروس بقية عمرها بين أحضان السجون بعد أن ضمنت ، والدها الذى وافته المنية قبل سداد ديونه من أجل تلفاز أو حتى أوانى الطهى .
بادر بنك الطعام المصرى بمهاجمة شبح الجوع فى كل أنحاء مصر وفق إحصاءاتٍ وأبحاث ودراسات ُتبين أكثر مناطق الجمهورية فقرًا وعلى آثرها توجهت إدارات البنك المنوطة بإختيار وتقييم وتشغيل الجمعيات والمؤسسات الأهلية التى تقوم على مساعدة الحالات الفقيرة المتضررة جوعًا وبحثها ميدانيًا لتحديد إحتياجاتها من الطعام اللازم لسد الفجوة الغذائية موسميًا أو شهريًا ، آخذين فى الإعتبار تجديد البحث والدراسة الميدانية بإستمرار لضمان نسبة الإستحقاق.
لايقف دعم البنك عند هذا الحد ، فبرهنت الحقائق على قدرة بنك الطعام المصرى فى مواجهة خطر الكوارث والنوازل والمفاجآت العصيبة جراء السيول فى العام الماضى 2010 والتى كاد أن يشرد فيها المئات من البشر فى سيناء وأسوان ، وكنا على شفا قاع بئر قد يبتلع قلوب المتضررين بعد أن محى منازلهم وسرق متاعهم وتركهم جوعى فى خلاء الأرض ، لولا القلوب الرحيمة العاقلة من المصريين الذين إلتفوا حول بنك الطعام المصرى ووثقوا فى أدائه وآمنوا به رسالة وهدفا ً نبيلا ً فى إغاثة متضررى السيول ، ووفر لهم الطعام التموينى الكافى لطمئنة قلوبهم – الأمر الذى دعا جموع المصريين لتجديد الثقة فى البنك ودعمه بالأمتعة والمفروشات وأطقم المطابخ وحتى المياة الزجاجية لتقديمها لمنكوبى السيول ، وغيرها من المواقف الإنسانية الحساسة التى لا يتنظر فيها الوقوف عند حد التعاطف أو رقة القلب أو النظرات الملئى بالشجن.
يحسب لبنك الطعام المصرى إحترامه لآدمية وكرامة المحتاج من أبناء هذا الوطن فلم يستغل فى برامجه الإعلانية أو التسويقية ظروف المحتاجين وإستثمارها للضغط على المجتمع ، ويحسب له أيضا ً تمسكه بمصريته التى لا يقبل بها أى أسلوب لطلب العون من جهات أجنبية مهما كانت ، حتى يضرب المثل الأعلى للوطنية التى تعطى الحق للمصرى من أخيه المصرى دون فضح أو تشهير .
وأخيرا ً فشرف لبنك الطعام المصرى أن يبادر هو فى التصدى للقضاء على الجوع فى مصر ويكسب إطمئنان قلوب المحتاجين - الذين يدعون له الله ليل نهار بالبقاء ، الله الذى أطعمهم من جوع ٍ وآمنهم من خوف.
واصلت لجنة تقييم واختيار الجمعيات ببنك الطعام المصرى جولتها التقييمية إلى الجهة الشرقية للنيل من مركز ملوى بمحافظة المنيا إلى قرية دير البرشا التى تصنف إحصائيا ً ضمن أكثر القرى فقرا ً بالجمهورية إذ تصل نسبة الفقر بها 44.23 بالمائة ، ونصنفها نحن ضمن أولى القرى فقرا ًوإحتياجا ً ، فالقرية ضمن قرى الظهير الصحراوى والتى تنأى بعيدا ً عن أى مظاهر للتنمية شرق النيل فيجب عليك ركوب عبارة قديمة متهالكة تحمل ما تحمل من بشر وغيرهم ، لكى تعبر من وإلى القرية عبر مسافة لا تقل عن 120م تقريبا ً هى عرض النيل فى تلك المنطقة ولك أن تدعو بما شئت لكى تنجو من العبور الذى لم يسلم منه العديد من الغرقى بسبب الحمولة الزائدة أوسوء إدارة العبارة.
- ناهيك عن عدم المقدرة إلى الذهاب للعمل أو الإتصال بالعالم الغربى " أقصد البر الغربى للنيل " وقت الشبورة الكثيفة أو الأحول الجوية السئية التى تحول دون رؤية قائد العبارة لأقل من 10 دقائق فقط هى مدة الوصول للبر الآخر.
- فقر الحياة أحيانا ً يزخر بطبيعة خلابة فقد توازنت القرية من خلوها التام من مظاهر التنمية وتدفقت بها كل صور الطبيعة الساحرة ما بين نيل يجرى وأغصان وزروع وأشجار كثيفة مثمرة وجبل صامد يحدها ، منظر فى غاية الجمال والروعة ولكن دون إستغلال حقيقى أو عائد مادى يكفى لعيش تعساء هذه المنطقة ، فضيق المساحة بين النيل والجبل من ناحية وقلة الحيازة الزراعية من أخرى.
- دير البرشا من أقدم الأديرة التى عرفتها مصر القبطية ومن قبلها الحضارة الفرعونية التى صنفت القرية إلى منطقة أثرية فى جوفها آمال لكثير من علماء البحث والتنقيب والحفر حول العالم حتى أننا وفى مستهل دخولنا القرية نرى مشهدا ً فى غاية الغرابة وقد تجمعت البهائم والأغنام فى ساحة بمدخل القرية وفى وسطها لافتة مكتوبة عليها ، منطقة أثرية – ممنوع الإقتراب ، فإلى هذا المدى وصلت الأماكن الأثرية بتلك المنطقة بسبب الفقر والجوع!
- القرية ذات الشوارع الضيقة والعشوائية التى لا تسمح إلا بمرور السنتيمترات من عرض بنى البشر ، والبنايات البسيطة المتلاصقة المتشابهة فى الضيق والكثرة والسواد.
- إلتقينا بالقس أنطونيوس ذاك الراهب الكنسى الذى استعد للقائنا بحفاوة بالغة وطيبة قلب لا توصف وصدق فى الكلام لا مراء فيه ، وعلامات إيمان ٍ تشعر بأنك تعرفه منذ سنين ، ولكن الرجل فيه سماحة تؤكد صدق الروابط القوية بين المسلمين والأقباط وأنه على يقين تام بضرورة فهم الأخر وتقديم يد العون للمحتاج ولا فرق بين مصرى وأخيه المصرى .
- أبرز ما يميز القس ومعاونوه هو الصدق فيما أدلو به من معلومات عن كل كبيرة وصغيرة بالجمعية أثناء تقييم " جمعية أمل المستقبل " والتى تخدم قرية دير البرشا وسكانها جميعا ً من المصريين الأقباط ، والسمعة والوقار الذى تحمله جموع سكان القرية لذاك الشاب الراهب السمح .
- الأمر فى غاية الخطورة أن يترك البنك مثل هؤلاء المصريين يعانون كل أنواع الفقر والجوع والضنك والتى يهجرها كل من شب من أبناءها المتعلمين للقاهرة والعمل فى الأديرة والمزارع والمتعلم هناك لا يتعدى مرحلة الدبلوم ، الأمر الذى يعد مصدر فخر لهم ، دليل على دنو المستوى التعليمى بالقرية.
- قمنا بزيارة العديد من الحالات بالقرية لإستبيان نسبة الفقر وأشكال الجوع ، الأمر الذى لا يدع مجالا ً للتفرقة بين صاحب عقيدة أو أخرى ولا توجد فرصة لأن يجول فى ذهنك ذلك ، فكبار السن من الأمهات يرتدين الجلباب الريفى وعلى رأسها شالا ً من الصوف وكذلك بعض الشابات اليافعات مما لا يدع مجالا ً للتفرقة الشكلية كما يرى البعض والسلام والمحبة تعم أهل القرية جميعا ً الذين رأينا فى أعينهم فرحة غامرة عندما شعروا أننا بمقصد الإتيان لهم بالقليل من المساعدات ، إننا حقا ً مصريين